كلنا لول دينق ولكن…!!! (3)

ويمكن الحديث هنا في ظل التطورات الأخيرة والتي طرأت على المشهد في صراع اتحاد السلة ، والتي بموجبها تم التمديد لكابتن لول دينق إلى فبراير من العام المقبل، بأن رئيس الاتحاد أستجاب اخيرا لصوت العقل، وادرك لول بحدسه أن الأمور قد لن تكون في صالحه إذا ما استمرت على ما هي عليها الآن من تشاكس غير مبرر في أروقة الاتحاد، خاصة وان المنتخب الوطني يستعد لخوض اهم محفل رياضي دولي العام المقبل .

كما يمكن الاشارة ايضا الى ان حضور لول دينق للمؤتمر الصحفي المشترك ووزير الشباب والرياضة؛ لهو خير دليل على إدراكه لحقيقة ، انتهاء فترة ولايته على قيادة اتحاد السلة ، بما يترتب عليه الافتقاد للسند والمبرر الشرعي لبقائه في المنصب المعنى.
وقد رأينا تاثير ذلك خلال مداخلة لول دينق ، والذي لم يكن لديه خيارات اخرى يطرحها، سوى الالتزام بتوجهات الوزير .

من جانب آخر كشف مخرجات المؤتمر الصحفي لوزير الشباب والرياضة ، ان قرار تجميد السيد لول دينق كان ساريا بشكل او باخر ، حتى بعد تراجع وسحب قرار التجميد من قبل اللجنة العمومية التي أصدرت القرار.

ما يعني في السياق نفسه، توافق توجهات الوزير المعين حديثا وتلك الجهة التي جمدت نشاط لول دينق .

اذن بهذا السيناريو المثير ، فإن لول دينق ، يصبح رئيسا شرعيا لاتحاد كرة السلة حتى فبراير من العام المقبل؛ بينما لا ندري مسألة بقاءه إلى ما بعد فبراير وقيادته للمنتخب الوطني في الأولمبياد المقبل في نهايات يوليو المقبل.

وهي بالتأكيد وضعية غير مريحة بالنسبة لكابتن لول ، ولكل الحادبين على مصلحة هذا المنتخب الاستثنائي؛ والتي فرضت نفسها بسبب التقاعس عن القيام بما كان ينبغي عليه فعله، من أجل تفادي هذا الوضع المعقد.

وكان بالإمكان استمرار لول في منصبه لفترة ثانية بكل سهولة ويسر ، إذا كان هناك تخطيط مسبق، وفهم واسع للأمور الادارية، إلا انه اختار الطريق الاصعب ، وتحدي الجميع بالاستناد إلى الإنجازات الكبيرة التي حققها.

وقد يتعين على رئيس الاتحاد ، كابتن لول دينق ، ترتيب أوضاعه، إذا كان يرغب في خوض الانتخابات والتطلع للفوز بفترة رئاسية اخرى .
وهذا يتطالب بالطبع الاستعداد المبكر، والبدء من القواعد ( الاتحادات الولائية) ؛ لضمان تحقيق ذلك الهدف.

وفي هذه العجالة لا بد من الإشادة بوزير الشباب والرياضة، بتدخله الشجاع ، ووضعه حدا لحالة الجدل التي أثارها صراع اتحاد كرة السلة .

ولكن على الصعيد الشخصي، أدعم بقاء لول على رأس الاتحاد ، على الاقل في هذه المرحلة، وذلك لتثبيت الاستقرار في المنتخب الوطني الذي أضحى الحلم الجميل لشعب جنوب السودان؛ ولكن مع بعض التحفظات التي سنذكرها في السياق التالي والتي نتمنى معالجتها مستقبلا .

فاذا ما تتبعنا مسيرة لول دينق في منصبه ، منذ توليه رئاسة الاتحاد العام لكرة السلة وحتى هذه اللحظة؛ سنلاحظ بعض السلبيات التي تخللت هذه المسيرة الاستثنائية والرائعة

فقد لاحظنا في قيادة لول دينق انه ، كان يقوم بكل الأدوار في الاتحاد؛ حيث كان صاحب الكلمة الأولى والاخيرة في ادارة شؤون اللعبة.
وقد كان يقوم بدور السكرتير العام والمالي ، واختيار اللاعبين ، وتدريب لاعبي المنتخب في بعض الأحيان.
وهو بالتأكيد منحى غير صحي في ادارة منظومة كاملة تتطلب  عدم الركون الى العمل بمعزل عن المنظومة ككل ، والانفراد بكل الامور ؛ وهو الأمر الذي خلق هذا الوضع المختل حالياً.

نعم نقر بأن كابتن لول دينق هو من صنع منتخب جنوب السودان لكرة السلة؛ باجتهاداته الشخصية وعلاقاته الواسعة؛ واستقطاباته للاعبين وإقناعهم بتمثيل جنوب السودان، وتمويله للمنتخب في بعض الفترات.

ولكن هذا بالطبع  لا يشفع له، ان يستمر بذات الشكل في ادارة هذه المنظومة الرياضية التي تتطلب تضافر جهود الجميع.

المزيد من المواضيع: