
حاكم غرب بحر الغزال سارة كليتو لـ”الموقف” 2/1
اعتبرت حاكم ولاية غرب بحر الغزال سارة كليتو ريال ، تحسن الأوضاع الأمنية في الولاية يعود إلى التناسق السياسي بين الأطراف المشكلة للحكومة في الولاية ، مشيرة إلى أن هذا التعاون انعكس بشكل إيجابي على الأوضاع الأمنية في ولايتها.
وقالت كليتو في حوار مع ” الموقف ” : ” نحن في لجنة الأمن نعمل في انسجام واضح بين كل الأطراف التي تشكل حكومة الولاية، ونتيجة لذلك حدث الإستقرار ” ، مضيفة أن الأطراف تعمل الأن من أجل إيجاد حلول لضمان مباشرة محافظ مقاطعة واو لعمله من رئاسة المقاطعة في منطقة ” أنقو بقاري ” ، واتهمت كليتو سياسيين ” رفضت الكشف عن اسمائهم ” ، بالضلوع في تأجيج الأوضاع بسبب جسر ” كلمنت امبورو ” إلى جانب اشتعال فتيل التوتر بين المجتمعات على الحدود بين غرب بحر الغزال وولاية واراب ، وكشفت عن مشاورات تجرى الأن من أجل عقد مؤتمر جامع لحل هذه الاشكاليات.
حاورها: مثيانق شريلو
• كيف هي الأوضاع في الولاية؟
بداية، اقول لشعب جنوب السودان كل سنة وأنتم طيبين ونتمنى أن يكون هذا العام 2024 عام بركة وسلام، ففي فترة أعياد الكريسماس ورأس السنة كانت الاحتفالات جميلة في ولاية غرب بحر الغزال وهذا يعكس الوضع العام في الولاية، وبالفعل الأوضاع الأمنية مستتبة، لأن الأمن كانت أولوية بالنسبة لي منذ أن تسلمت زمام حكم الولاية، وهذا كله تحقق نتيجة للتعاون والتنسيق بين كل الأجهزة الأمنية وأعضاء لجنة الأمن، وربما تكون هنالك بعض العمليات الإجرامية ولكن يتم التعامل معها دوما بواسطة الشرطة. ولكن نحن في لجنة الأمن نعمل في انسجام واضح بين كل الأطراف التي تشكل حكومة الولاية، ونتيجة لذلك حدث الإستقرار.
• قلت أن هنالك انسجام، ولكن حتى الأن محافظ مقاطعة واو لا يستطيع الوصول إلى رئاسة المقاطعة في منطقة “انقو بقاري” التي هي تحت سيطرة الحركة الشعبية في المعارضة، ماهي الأسباب؟
كما ذكرت كل الأحزاب والاطراف السياسية في الولاية تعمل معا بشكل جيد ومنذ وصولنا كانت هنالك مذكرة تفاهم بأن يطوف قيادات قوات دفاع جنوب السودان وقوات الحركة الشعبية في المعارضة معا في كل المناطق، وقد سجلنا زيارات إلى كل المعسكرات مع اللجنة الأمنية في الولاية ووصلنا بقاري وامبورو وهكذا. المسألة ليست أن المحافظ لا يستطيع الذهاب إلى بقاري، ولكن ما يهمني هو الولاية ككل لاني حاكم للولاية وليس للمعارضة، فما يهمني أن يسير العمل بشكل جيد، وهذه أشياء نتناقش فيها كأطراف، وخلال العام الماضي عقدنا اجتماعات وجلسنا مع كل فئات مجتمع مقاطعة واو من شباب ومراة والمثقفين لضمان ذهاب المحافظ لاستلام إدارته في انقو بقاري، واتفق الناس على عقد مؤتمر خاص بمقاطعة واو ووضعنا التجهيزات على أن يكون المؤتمر في شهر مايو من العام الماضي ونسبة لبعض العوامل لم يتم الامر، ولكن برنامج المؤتمر قائما. فهناك خط يرى إقامة مؤتمر خاص بمقاطعة واو فقط بغض النظر عن الانتماءات السياسية، وهنالك خط اخر يرى أن يكون المؤتمر جامع لكل ولاية غرب بحر الغزال لمناقشة العديد من المواضيع بمافي ذلك موضوع مقاطعة واو.
• كيف يمكن أن تكون مشكلة مقاطعة واو مشكلة مجتمع، والمعروف أن الحركة الشعبية في المعارضة هي التي تسيطر على انقو بقاري وقواتها هي التي منعت المحافظ من الذهاب إلى هناك، فكيف فشلتي كحاكم في السماح للمحافظ بالذهاب إلى رئاسة المقاطعة؟
ترحيل رئاسة مقاطعة واو إلى انقو بقاري تم في العام 2012، قبل الحرب وكان الناس وقتها جميعهم حزب واحد- الحركة الشعبية، وخرج قرار ترحيل رئاسة المقاطعة بدون توعية للمواطنين.
• هذا كله معروف، ولكن الآن انتي الحاكم، لماذا لا يستطيع المحافظ الذهاب إلى انقو بقاري؟
حتى الأن هنالك معسكر لقوات الحركة الشعبية في المعارضة في انقو بقاري، وحتى يذهب المحافظ إلى هناك من المفترض أن يكون أمر حمايته تحت تلك القوات هناك، كما يتم حمايتي هنا بواسطة قوات دفاع شعب جنوب السودان أو الجيش الحكومي، ولكن حتى الأن لم نتفق حول هذا الأمر، وهذه هي الإشكالية لأننا نريد تجنب أمر وجود جيشين في محل واحد خوفا من الاحتكاكات ونحن نعلم ما حدث في 2016 بسبب ذلك الوضع المماثل. في الفترة القادمة سنعمل من أجل اكمال الترتيبات الأمنية ويتم تخريج الدفعة الثانية من القوات الموحدة ويتم توزيع القوات الضرورية، وهذا يمكن أن يضع حل لهذا الوضع.
• أين تم توزيع الدفعة الأولى من القوات الموحدة التي وصلت واو؟
هنالك 301 عنصر “سرية” من هذه القوات وصلت واو وتم توزيع جزء منها في مقاطعة نهر الجور بمنطقة” منيانق” في الطريق إلى ولاية واراب- قوقريال الشرقية، نظرا لوجود مشاكل بين المجتمعات هناك، وقبلها كانت هنالك قوات وزعت في الحدود مع السودان مع استمرار النزاع هنالك وتدفق اللاجئين والعائدين إلى الولاية.
• مؤخرا استدعى البرلمان في الولاية وزير المالية وعمدة بلدية واو، بسبب مشاكل تتعلق بصرف المرتبات، ماهي خلفية هذه المشاكل؟
هنالك مشكلة اقتصادية معروفة في الولاية وجنوب السودان بل والعالم ككل، ونحن في الولاية نعمل بجهد من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية، في غرب بحر الغزال نحن الولاية التي تحصل على أقل نسبة من الميزانية الني تأتي من الحكومة القومية للولايات، لذلك تجد ان ميزانيتنا بسيطة، وما يأتي من الحكومة القومية نقوم بتوزيعه فقط على مرتبات العمال والموظفين والدستوريين ولا يتبقى منها شئ للخدمات. لذا نجد صعوبة في تسيير العمل بتوفير خدمات للأمن ومخصصات للوزراء والدستوريين. ففي الفترة القادمة نفكر في كيفية تحسين إيرادات الولاية الداخلية بالتنسيق مع وزارة المالية والبلدية.
• ماذا عن الإيرادات المحلية والفواتير الداخلية، الا تغطي ميزانية الولاية؟
ليست لدينا إيرادات وفواتير كثيرة، لدينا طريق واحد فقط يتم التحصيل فيه وهو الطريق القادم من جوبا، والطريق من السودان عبر مقاطعة راجا وعر جدا إلا في فترات الصيف ولكن الان في ظل الحرب هناك لا نتوقع اي تحسن في القريب العاجل. هنالك أيضا طريق واو- طمبرا كان يورد لنا دخل ولكنه الأن اصبح مغلق تماما. لدينا فقط مصدر واحد فقط ومعظم التي تدخل من البر الشرقي تكون عابرة، وحتى الإيرادات تكون بسيطة جدا. الأن وضعنا تعديلات في الرقص التجارية واللوائح الضريبية ونتمنى أن نشهد تغيير. نحن نحتاج على الاقل 10مليون جنيه يوميا لنغطي المشاكل الداخلية ولكن الان نحصل فقط على 2 مليون يتم توزيعها على خدمات الأمن وخلافها من الأشياء الضرورية، وبعض الإيرادات لا تتبع للولاية بل للسلطة القومية للايرادات. فامكانياتنا ضعيفة ونحتاج أن نكون خلاقين حتى نرفع نسبة الإيرادات.
• هل يعني أن قلة الإيرادات ناتجة عن تأثير الحرب في السودان؟
لا، الطرق اصبحت مغلقة، فليس بسبب الحرب لأنه حتى قبل الحرب لم تكن الشاحنات تأتي بكثرة نسبة لوعورة الطرق. تأثير ظهر في قلة الشاحنات التي كانت تأتي بالبضائع عبر شمال بحر الغزال، والآن توقفت. واقتصاديا اصبح هنالك زيادة في اللاجئين تصل لقرابة 60 ألف، وهذه اعداد غير مسجلة، وهذا يشكل عبء للأسر المستضيفة، بالإضافة للنازحين داخليا لدينا من النزاعات الداخلية في ولاية واراب.
————————————-
صحيفة الموقف : جنوب السودان