
إنفجارات ثكنة “غيادا ” العسكرية مابين تقرير الجيش الحكومي وادعاءات جبهة “ناس”
تقرير: شوكير ياد
مقدمة:
تفاجأ سكان العاصمة جوبا، بأصوات انفجارات مدوية ، منتصف ليلة السبت، اعقبها اشتعال نيران كثيفة ؛ بمحيط احدى الثكنات العسكرية التابعة لقوات دفاع جنوب السودان ، مما دفع السكان إلى الذعر والفرار ؛ وذلك بحسب شهود العيان الذين كانوا بالقرب من مسرح الانفجار.
وخرج المتحدث الرسمي باسم قوات جيش جنوب السودان اللواء لول رواي ، معلقا على واقعة الانفجار ، بأنه مستودع للذخيرة إشتعلت فيه النيران بثكنة “غيادا” العسكرية بالمنطقة الجنوبية ، وبأنه تم احتواء النيران، داعياً المواطنين إلى التزام الهدوء وعدم الذعر ، فيما لم يحدد وقتها حجم الأضرار المحتملة والناجمة عن الحادث.
وقد عادت الأوضاع إلى الهدوء بعد سويعات من
اشتعال النيران بالثكنة العسكرية.
الجيش يصدر بيانا يحصر فيه الأضرار ويحذر
مع بزوغ فجر اليوم التالي للانفجار ، ظهرت بعض المستجدات حول حادثة اشتعال الثكنة العسكرية ، حيث أصدر قيادة الجيش بياناً رسميا، يحصر فيه الخسائر الناجمة عن الانفجار ، ومؤكدا حدوث إصابات وسط سكان المنطقة جراء الانفجار.
وأبان المتحدث باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان اللواء لول رواي أن الحريق الذي وقع ليلة السبت بمنشأة “غيادا” العسكرية ، أسفر عن إصابة (8) أشخاص بينهم مدنيان ، كانوا يتلقون العلاج بالمستشفى العسكري الذي يتواجد بالقرب من الثكنة العسكرية.
وكشف لول رواي في بيانه ، أن ارتفاع درجات الحرارة ، قد يكون السبب الرئيسي في اندلاع الحريق بمستودع الذخيرة ، مشيراً إلى ان قيادة الجيش ، ما زالت تكثف جهودها ، من أجل كشف الملابسات التي أدت إلى الانفجار الهائل ، في منشأة الذخيرة الأكثر أماناً في البلاد، على حد وصف البيان.
وحذر لول في ذات السياق المدنيين من خطورة بناء مناطق سكنية بالقرب من الثكنات العسكرية .
جبهة “ناس” تتبنى الانفجار وتؤكد التزامها بالحل السلمي
ومن ناحية أخرى ، دفعت مجموعة عسكرية منشقة عن الحكومة ببيان آخر ، في وسائل التواصل الإجتماعي ، معلنا فيه تبنيه لحادثة إشعال النار بمستودع الذخيرة ، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم جبهة “ناس ” التي يتزعمها الجنرال توماس سريلو ، بأن مجموعة من قواتهم الخاصة قامت بعملية نوعية ، بتاريخ ٢٠٢٤/٢/٢٥، وقامت باشعال مستودع الذخيرة للأسلحة المدرعة ، كاشفا بان المهمة انجزت بنجاح، ومن ثم انسحبت بسلام ، تاركة المنطقة في حالة من الرعب والفوضى.
وشددت المجموعة بأنها ، ستواصل في عملياتها العسكرية ، من أجل رفع المعاناة عن مواطني جنوب السودان.
فيما أكدت في ذات الوقت التزامها التام بالحل السلمي للأزمة ، من خلال معالجة جذور الأزمة.
مصادر أمنية وسياسية تتشكك بشأن مزاعم اسباب الانفجار
اكدت مصادر أمنية وثيقة الصلة بالمؤسسة العسكرية ، بأن حادثة الانفجار ادت إلى اشتعال الالاف من صناديق الذخيرة التي انفجرت ، مسببة انفجارات متعددة، بمحيط الثكنة العسكرية.
ولكنها استبعدت في ذات الوقت ان تكون لمسألة ارتفاع درجات الحرارة “المناخ” علاقة بالانفجار الهائل بالثكنة العسكرية.
ومضت بالقول ، بأنها لا ترجح أيضا رواية جبهة “ناس” ، حول تبنيها لحادثة احراق مستودع الذخيرة ، وذلك لصعوبة الوصول إلى الثكنة العسكرية التي تقبع في وسط العاصمة جوبا.
فيما رجحت بان تكون نتاج لخطأ بشري من احدى الجنود التابعين للجيش الحكومي ، فيما لم يحدد طبيعة ذلك الخطأ البشري.
وشارك الرأي ايضاً بعض المحللين السياسيين ، الذين استبعدوا فرضية ان تكون ، جبهة الجنرال توماس سريلو وراء الامر ، معللين في ذلك ان اعلان جبهة “ناس” تبنيها للحادثة، من أجل ان تعزز موقفها في المفاوضات المزمع عقدها للجماعات غير الموقعة بنيروبي.
وأسهبت قائلة:” هذه الجماعة تبحث عن موقع قدم لها بالمفاوضات القادمة بنيروبي ، خاصة في أعقاب انضمام قيادات عسكرية كبيرة انشقت عنها للحكومة”.
لذا فمن الواضح أنها تشعر بالقلق إزاء هذه الانشقاقات المفاجئة في أوساط مجموعة الجنرال توماس سريلو.
تصريحات غير مؤكدة وعلامات استفهام حول احتراق المنشأة العسكرية
من الطبيعي أن تترك هذه التصريحات هنا وهناك ، وسط الجيش ، وجبهة “ناس” العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة الانفجار الذي أصاب مواطني جوبا بالهلع ليلة السبت الماضي، وتوقيتها في منتصف الليل ، فهل هي حدثت بمحض الحادث العرضي ، ام أن هناك رواية أخرى غير معروفة، وغائبة عن الجميع، تفسر هذه الحادثة الغريبة والمثيرة للاهتمام.
المحرر
وايا ما كانت نسبية صحة الروايات المتداولة إلا أن حادثة اشتعال النيران بثكنة “غيادا ” العسكرية ، تظل حادثة تثير قلق الكثيرين ، في ظل استمرار الأوضاع الاقتصادية السيئة من جهة ، وفي ظل التوترات المجتمعية من جهة أخرى.
وينبغي للجهات المعنية والمختصة ، فتح تحقيقات عاجلة لمعرفة أسباب الانفجار ، واستعادة الهدوء والقلق الذي يسيطران على العامة في هذه الظروف الاستثنائية.