البرهان في أمسيالة .. آمال وتطلعات

كتب .. قاسم فرحنا

تأتي زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي والقائد العام لقوات الشعب المسلحة لمنطقة أم سيالة بشمال كردفان كواحدة من الزيارات المهمة لمسؤول رفيع للمنطقة التي لم تحظى طيلة الفترات السابقة بزيارة لرجل الدولة الاول باستثناء زيارة النائب الاول حينها الزبير محمد صالح نائب الرئيس السابق عمر البشير .. وبما أن البلاد تشهد توترات كثيرة عطلت مسار العملية السياسية وعصفت باحلام الكثيرين الذين ينتظرون مقدم حكومة وطنية مدنية احقاقا لما نادت به ثورة ديسمبر المجيدة نرى أن زيارة البرهان لأم سيالة حاضرة قبيلة دار حامد الثانية زيارة لها ما بعدها من تأثيرات ايجاببة على مواطني المنطقة الحالمين بغد افضل ومستقبل يضمن لهم حياة كريمة في وطن نامي ومستقر وكغيري من ابناء المنطقة اتمنى ان تكلل هذه الزيارة بالنجاح المطلوب وأن ينظر لها البرهان من زاوية مغايرة لأن دار حامد قوم ظلموا في الفترات السابقة وأن مناطقهم الممتدة من تخوم ولاية الخرطوم غربا الى حدود شمال دار فور شرقا لم تحظى بأي اهتمام من الحكومات المتعاقبة ولابد أن يعلم البرهان أن لدار حامد مطالبهم العادلة والعاجلة التي سيعرضها خطابهم الترحيبي بالبرهان واركان سلمه.
وتفتقر مناطق دار حامد بصورة عامة للخدمات من طرق ومشافي ومراكز صحية ومدارس وحتى الموجود منها قائم على الجهد الشعبي والشخصي ولكن الان الوضع بات مختلفا في ظل وضعية مختلفة للبلاد التي تتهيأ لمرحلة اكثر اختلافا..
وعلى البرهان أن يعلم أن طريق أم سيالة رهيد النوبة هو واحد من المطالب العاجلة لأهل دار حامد خاصة وأن مناطقهم تكون معزولة مواسم الخريف لوعورة الطرق وضخامة المياه التي تغمر الوديان ووجود طريق رابط للمنطقة يلتقي بطريق الصادارات بارا أمدرمان عند منطقة رهيد النوبة بمسافة ٣٠ كيلو يسهم كثيرا في استقرار المنطقة التي ظلت تشكو التهميش وتقابله بالصبر ليس خوفا ولا جبنا ولكن في دار حامد اناس حكماء يقلبون مصلحة الوطن واستقراره على مصالحهم الشخصية.
بجانب الطريق هنالك حوجة عاجلة للمستشفيات وتفتقر المنطقة بأكملها لمستشفى ريفي مؤهل يخدم مواطنيها بإستثناء مركز أو مركزين لا يفيان بالحاجة هذا بجانب الكثير من المطالب.
وهنالك ايضا قضية مذبحة تفلنق الشهيرة التي راح ضحيتها ٢٥ فردا من خيرة ابناء دار حامد في صراع مع كتول الجبال الشرقية بمحلية غرب بارا في مواجهة استخدم فيها كتول اسلحة ثقيلة ضد مواطنين عزل.
قضية تفلنق تلاعبت بحثيثياتها اجهزة شمال كردفان وأخرجتها عن مسارها الطبيعي ولابد من أن يعلم البرهان بذلك وأن يوجه سلطات الولاية بشمال كردفان بضرورة احقاق العدالة وانصاف المظلومين.

مراقبون يصفون زيارة البرهان لأمسيالة بعد ايام بالناجحة رغم انها اتت متأخرة ولكن أن تأتي اخيرا خير من أن لا تأتي.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي صهيب حامد أن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لبادية دار حامد تاتي في ظروف غاية في الدقة والاهمية خصوصا لجهة أن هذه المنطقة من شمال كردفان قد حفظت بيضة الأمن والاستقرار ولم تساهم في انفراط عقد الامن والاستقرار الأمني طَوال تاريخ السودان الحديث لذا فهي وجدانيا تعطي احتراما للجيش السوداني ودوره في بناء السودان الحديث ولا يمكن لأبناء هذه المنطقة الانخراط الأعمى في جوقة العمل الملشيوي الذي أنداح بلا ضابط في الحقبة الأخيرة.. كذلك تأتي هذه الزيارة لتعطي المركز التفاتة للمشكلات التي تعج بها هذه المنطقة التي عانت ويلات الجفاف والتصحر منذ مبتدأ ثمانينيات القرن الماضي مما أدى لدمار نظم سبل كسب العيش بها مما أدى للنزوع إلى المراكز الحضرية وافرغ المنطقة من السكان. للأسف لم تجد منطقة بارا الكبرى في الحقبة الأخيرة خصوصا في عهد للوالي قضل الله محمد علي التوم الذي زخمت التقاطعات السياسية واستحقاقها باله فلم ينظر للولاية وأهلها الا وفق هذا المزاج السياسي. الزيارة فرصة جديدة لسماع صوت هدَذه المنطقة التي لم تجد اذنا من حكومتها فلم يكن من بد الا لفت انتباه المركز الذي اصاخ أذنه لهم عبر ا ل فريق البرهان وهو ما سوف يكون هدفا ذهبيا لصالح هذا الرجل.

المزيد من المواضيع: