ما بين إدعاءات طالب واستنكار الحركة جناح مشار..!!!


صوت العقل : شوكير ياد

(١-٢)
* واحدة من افرازات الحرب الدائرة في السودان ، تشعبها الغريب ، واتخاذها أبعادا عديدة ، والتي بطبيعة الحال تفاقم من الأزمة السياسية بين الفرقاء السودانيين.

ولكن نفرد في السياق التالي نقطة في غاية الأهمية، وهي ما تتعلق ، بكم وسيل الاتهامات المتبادلة بين قيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، والتي وصلت ذروتها ، في اعقاب الاتجاه لتدمير الجسور الحيوية بالعاصمة الخرطوم، حيث القى كل طرف باللوم على الآخر . وهذا بالطبع تطور خطير قد يؤدي الى تداعيات خطيرة ، وهو في ذات الوقت ، يعني انتقال الحرب الى مرحلة جديدة، ومحاولة جرها إلى حرب أهلية شاملة ، خاصة في مناطق دارفور وتخومها ، والتي قد تطال حدود البلاد الهشة ، مثل جنوب السودان وتشاد.

* التطور الآخر في سياق الاحداث المتسارعة، ان تطال الاتهامات ايضا دولة جنوب السودان، بتورطها في الحرب الدائرة وانحيازها لأحد اطراف النزاع،  وهو أمر في غاية الخطورة، قد تنعكس سلباً على وساطة جنوب السودان في حل الأزمة السياسية السودانية.

*وقد أشار رئيس مجلس السيادة السوداني ، البرهان ، خلال كلمته في القمة السعودية الافريقية الاخيرة ؛ بأن هناك بعض المرتزقة من دول الحوار ، والتي من بينها جنوب السودان، تقاتل جنبا الى جنب مع قوات الدعم السريع ، ضد الجيش ؛ وذلك بحضور رئيس البلاد الجنرال سلفاكير نفسه، والذي كان مشاركا في ذات القمة .

* فعلى الرغم من تصريحات البرهان المباشرة ، بشأن وجود مليشيات او مرتزقة من جنوب السودان تحارب الى جانب الدعم السريع ، إلا انه في المقابل ، لم نسمع الموقف الرسمي للدولة من هذه الاتهامات ، وحتى هذه اللحظة لم تعلق الجهات الرسمية في جنوب على هذه المزاعم بصورة رسمية .

* ولكن بالأمس القريب ، طالعنا بياناً رسميا من الحركة الشعبية في المعارضة جناح دكتور ريك مشار ، يندد فيه على مزاعم لمدير مكتب مستشار الأمن القومي في جنوب السودان ،والذي يتهم فيه النائب الاول لرئيس الجمهورية ، مشار بدعم قوات الدعم السريع بمقاتلين من قبيلة النوير في حربها ضد الجيش السوداني .
وهو في تصوري اتهام خطير ، والأخطر ان تصدر من جهة رسمية لها دراية ببواطن الصراع السياسي الدائر ، خاصة وأنها تعتبر الراعي الرسمي لاتفاق سلام جوبا لحركات الكفاح المسلح في السودان. والأدهى من ذلك كله ، ان تصدر هذه الاتهامات هذه المرة من داخل جنوب السودان .

* هذا بطبيعة الحال يقودنا إلى تساؤل مهم جدا .. هل ما ذهب إليه ، مدير مكتب مستشار الأمن القومي ، يمثل الموقف الرسمي للدولة ، ام يمثل موقف مكتب المستشار توت قاتلوك.؟!
ام هي مجرد انطباعات شخصية لتأكيد الولاءات الشخصية؟؟!

* على الجانب الآخر ، نحسب ان بيان الاستنكار الذي أصدره الحركة الشعبية في المعارضة، ليس له معنى، إذ شابه بعض التسرع وعدم التريث ؛ نتيجة الافتقار إلى خبرة التعاطي ، في مثل هكذا مواقف .
فكان من الأحرى ، اتباع القنوات الرسمية ، لتحري الحقائق ، وانتزاع الحق ، إذا كانت هذه مجرد ادعاءات ؛ وذلك عن طريق اجبار الطرف الآخر على تقديم اعتذار رسمي إلى الجهة المتضررة .

ونتساءل هنا ، هل أدى بيان الاستنكار هدفه المباشر ، وهل يمكن ان يعيد هذا البيان الهزيل الحق الأدبي الى الحركة الشعبية في المعارضة..؟!

المزيد من المواضيع: