كلنا لول دينق ولكن…!!!! (2)

وبعيدا حالة الارتباك التي تشهدها أروقة الاتحاد العام لكرة السلة، وحالة. الترقب التي تسود الشارع. الرياضي بكل أطيافه ، فلا بد ان نشير لبعض المآخذ والتحفظات التي صاحبت المسيرة الرائعة لكابتن لول دينق في قيادة اتحاد السلة في جنوب السودان، والتي رفع بها من رصيد المنتخب الوطني عاليا بين المنتخبات العالمية.

فما حدث في الايام الماضية، كان بمثابة الاستفتاء بحق لول دينق ، وذلك استنادا على حجم الإنجازات التي تحققت خلال إدارته لرئاسة إتحاد السلة، فقد التف كل الشارع الرياضي وغير الرياضي الجنوبي حوله ، بشكل لا يصدق؛ فهو حقا راسم البهجة والفرحة في قلوب الناس.
ولأول مرة يتفق في تاريخ البلاد كل مكونات البلاد على حب شخص واحد فقط، وتقديره لهذه الدرجة.

فقد اصبح لول دينق النقطة الوحيدة المضيئة في تاريخ هذه البلاد التي لم تتعافى بعد مما تعانيه من ظروف وتحديات كبيرة.

نعم نقولها بالفم المليان ، “كلنا لول دينق ” بحجم الإنجازات التي تحققت ، وبحجم اجتهاداته التي تصل إلى الاجتهادات الشخصية في كثير من الأحيان، ولكن على الرغم من ذلك لابد ان نشير الى بعض المآخذ والتحفظات التي جانبت هذه المسيرة الرائعة.

وقبل أن نسترسل في هذه المآخذ والتحفظات ، دعونا نثبت بعض الحقائق والأمور المهمة التي لا تقبل الجدال بالمرة ، حتى يستقيم الرأي الذي نحن بصدد الحديث عنه.

اولا فمن حيث المبدأ، فإن فترة رئاسة كابتن لول دينق في الاتحاد قد انتهت بحلول الـ (2023/11/24)، وهذه حقيقة لا لبث فيها ، وهذا بالطبع له ما بعده من نتائج يترتب عليها. ولكن كان الصمت سيد الموقف، حيث سارت الأمور بصورة طبيعية، وكأنه تم تمديد فترة رئاسة لول ضمنيا لقيادة الاتحاد.

ولكن كنا نتمنى من النجم الخلوق لول ان يكون مبادرا ، بدعوة الجمعية العمومية، وان يعلن عن انتهاء فترته، وسماع رأي الجمعية فيما بعد حول الخطوات التي بصدد القيام بها؛ او ايجاد صيغة ، مناسبة لإعادة استمراره على دفة الاتحاد ، سوا عبر انتخابه او التمديد له، من اجل إكمال مسيرته الاستثنائية والرائعة.

ولكن تناسى لول في نشوة الانتصار، هذه الأبجديات الإدارية التي يعرفها حتى رجل الشارع العادي ، وحتى في روابطنا الاجتماعية وغيرها من المجالات التي ترتبط بفترات زمنية محددة، يكون هناك خطاب دورة وتسليم وتسلم وغيرها من الأمور المتبعة .

وحتى مع ظهور مسألة تجميد نشاطه المثارة كقضية رأي عام في الوقت الحالي، لم نسمع له حسا ولا صوتا او حتى ابدأ رأي حول ما يحدث ، وتوضيح الحقيقة الغائبة عن الشارع العام.

وهذا يسوقنا بطبيعة الحال إلى نقطة في غاية الأهمية، والتي تتعلق بالصفة القانونية التي يستند عليها لول دينق في رئاسة الاتحاد في الوقت الحالي؛ وذلك باعتبار ان فترته قد انتهت قانونيا ..؟؟؟!

وهو الأمر الذي يستدعي كابتن لول الإجابة عليه، إذا ما اردنا وضع الأمور في نصابها الحقيقي.

اذن أيا ما كانت الطريقة التي اقدم عليها الجمعية العمومية لتجميد نشاط لول، إلا ان الحق يقال ، بان كابتن لول أجحف في حق نفسه ، بسبب هذا المسلك الذي وقع فيه ، وتغاضيه عن اتباع ما يجب ان يقوم به ، خاصة وأنه لا تخفى عليه القوانين واللوائح القانونية التي تحكم عمل اتحاد كرة السلة.

وهذا السلوك المتعمد ، يعودنا بنا إلى الوراء قليلاً، واستحضار موقف. مشابه حدث في الشهور الماضية ، حينما تغافل الجميع عنه ، في ظل نشوة الانتصارات المدوية لمنتخب كرة السلة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم.

وهو إيقاف نشاط بعض الأعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد، بطريقة غابت عنها الحكمة ، وربما السند القانوني والإداري.

فقد أقدم لول على اقالة وتجميد نشاط كل من سكرتير الاتحاد ، والسكرتير المالي ، ونائب الرئيس عن نشاطهم ، وتعيين أعضاء اخرين في اماكنهم .

وللأمانة حتى كتابة هذه السطور ، أجهل الكيفية التي تم بها الاقالة ، وكيف تم تمرير هذا القرار..؟؟!
وهل كان هناك جمعيتين عموميتين في الاتحاد ..؟؟! احداهما توالي الرئيس لول دينق ؟؟! ام ماذا؟؟!

ما يمكن الوصول إليه في هذا السياق، هو ان هذا الموقف كان البداية الحقيقية لإرهاصات الصراع الحالي في اروقة الاتحاد.

المزيد من المواضيع: