مآلات استدعاء السودان لسفيرها لدى كينيا وأثرها على علاقات البلدين

تقرير : شوكير ياد

استدعت وزارة الخارجية السودانية سفيرها لدى نيروبي ، يوم امس الخميس ؛ بدعوى التشاور، وللاحتجاج على الاستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لقائد قوات الدعم السريع، الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي “، والذي حظي بحفل استقبال على السجادة الحمراء، لدى وصوله مطار نيروبي.

وأثارت هذه الزيارة – وهي ضمن سلسلة من اللقاءات التي يقوم بها حميدتي في الخارج منذ اندلاع الصراع – غضب إدارة البرهان، التي تعتبرها محاولة خطيرة لإضفاء الشرعية على قوات الدعم السريع.

وأعلن القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني علي الصادق، استدعاء السفير في بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية (سونا).

ووصف الخطوة بأنها “احتجاج على الاستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لزعيم الميليشيا المتمردة”.

وحذر الصادق من أن الاستدعاء قد يكون مجرد خطوة أولى في إعادة ضبط دبلوماسية أوسع مع كينيا، ملمحا إلى عواقب وخيمة محتملة على العلاقات الثنائية.

وتحاول كينيا الحفاظ على دورها كصانع سلام إقليمي، وذلك من خلال الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع الجانبين.

ومع ذلك، فإن خطوة نيروبي باستضافة الجنرال “حميدتي” على السجادة الحمراء تعد بمثابة سوء تقدير دبلوماسي، يعيد إلى الواجهة مجددا، واقعة احتجاج مجلس السيادة الانتقالي السوداني، على رئاسة كينيا للوساطة الرباعية التي كونتها الايقاد لحل الأزمة في السودان.

وكانت ادارة البرهان قد اتهمت كينيا في بداية قيادتها للوساطة الرباعية ، بموالاته ما اسماها بالتمرد واستضافته لقادته وداعميه ، فضلاً عن التآمر مع القوى الإقليمية المعادية ضد السودان.

اذن هذه الخطوة التصعيدية ليست وليدة اللحظة، بل لها ما قبلها ، وربما قامت فقط باحياء ذات الشعور المتولد والمتصور لدى ادارة البرهان عن الدور الكيني الذي يشكون في نزاهته .

ولكن الجديد في الأمر هذه المرة، التصعيد الخطير لإدارة البرهان ، واتهامه للدول الافريقية التي تستضيف قائد قوات الدعم السريع، بانها تساهم في تأزيم الأوضاع الداخلية في السودان.

وقال البرهان في خطابه الذي ألقاه بمناسبة ذكرى استقلال السودان:” إن الحكومات الأفريقية التي تستضيف زيارات هؤلاء القتلة تجعل من نفسها شريكة في قتل الشعب السوداني”.

وقد يدفع هذا التصعيد العنيف الأمور نحو الهاوية ، خاصة وأن الصراع على السلطة بين الفصيلين لا يظهر أي علامات على التراجع، مع استمرار تعثر جهود الوساطة إلى حد كبير بسبب العداء العميق بين قيادة الجيش وقوات الدعم السريع .

ويخوض الطرفان صراعًا مريرًا على السلطة منذ أبريل من العام الماضي.

وعلى الرغم من احتفاظ إدارة البرهان بالواجهة الرسمية للحكومة، فإن سيطرة قوات الدعم السريع على الخرطوم ودارفور وأجزاء كبيرة من الجزيرة ترسم صورة مختلفة.

إن قرار السودان استدعاء سفيره من كينيا يزيد من المخاطر في هذا الصراع الداخلي على السلطة، مما قد يدفع المنطقة إلى أزمة دبلوماسية محتملة ، تكون أوسع نطاقا.

ويتعين على المجتمع الدولي الآن أن ينخرط بشكل عاجل في دبلوماسية بناءة لمنع المزيد من إراقة الدماء وتسهيل التوصل إلى حل سلمي للصراع الداخلي في السودان.

 

المزيد من المواضيع: