
شبكات تهريب الذهب على الحدود السودانية-المصرية: نشاط مكثف واستغلال اقتصادي
تقرير: عمق الحدث – وكالات
تشهد الحدود بين السودان ومصر نشاطًا مكثفًا لشبكات تهريب الذهب، حيث تعتمد هذه العمليات على تنظيم دقيق تديره مجموعات من المهربين وعمال المناجم من الجانبين. ويعود تزايد هذه الظاهرة إلى غياب الرقابة الأمنية في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما سمح بانتعاش عمليات التهريب عبر الحدود.
التوسع في مناطق التعدين
وفقًا لتقرير نشره موقع Middle East Eye بعنوان “المهربون وعمال المناجم الذين يديرون الذهب على الحدود المصرية السودانية”، شهدت ولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل توسعًا في عمليات التنقيب عن الذهب. كما افتُتحت مواقع تعدين جديدة بالقرب من الحدود المصرية، حيث يتم نقل كميات كبيرة من الذهب إلى أسواق مصر، خاصة أسوان، للاستفادة من الأسعار المرتفعة هناك مقارنة بالسودان.
وسائل التهريب
تنفذ شبكات التهريب عملياتها بطرق متنوعة، أبرزها:
• الإخفاء في الملابس أو أجساد النساء: يستخدم المهربون هذه الوسيلة لتجاوز نقاط التفتيش.
• التعاون مع المسافرين: يُمنح بعض المسافرين رحلات مجانية مقابل نقل الذهب.
• الطرق الصحراوية السرية: تعتمد الشبكات على خبرة قبائل محلية مثل العبابدة والرشايدة والبشاريين في استخدام طرق جبلية وصحراوية بعيدة عن الرقابة الأمنية.
مزاعم التواطؤ المصري
اتهم التقرير السلطات المصرية بالتغاضي عن هذه العمليات بل ودعمها، مشيرًا إلى حاجة مصر لتعزيز احتياطياتها من الذهب لمواجهة أزمتها الاقتصادية. ووفقًا للتقرير، قفزت عائدات مصر من الذهب من 65 مليون دولار خلال ثلاث سنوات إلى 9.5 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، وهو ما أثار تساؤلات حول مصدر هذه العائدات.
الآثار الاقتصادية
تُظهر المقارنة بين إنتاج مصر المعلن من الذهب (15.8 طنًا سنويًا) وقيمة صادراتها البالغة 9.5 مليار دولار، وجود فجوة تُقدر بـ8.1 مليار دولار، وهي ما يُعتقد أنها تمثل الذهب السوداني المهرب. هذا التهريب يحرم السودان من مورد حيوي يمكن أن يخفف من أزماته الاقتصادية، بينما تستفيد مصر من الذهب المهرب في دعم اقتصادها.
الخلاصة
تكشف عمليات تهريب الذهب عبر الحدود السودانية-المصرية عن أزمة عميقة، حيث يتم استغلال الموارد السودانية في ظل غياب الرقابة . حيث تبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون الإقليمي لمحاربة التهريب وتنظيم تجارة الذهب بشكل عادل وقانوني.
————————————-
المصدر: Middle East Eye