حاكم غرب بحر الغزال سارة كليتو لـ”الموقف ” 2/2

اعتبرت حاكم ولاية غرب بحر الغزال سارة كليتو ريال ، تحسن الأوضاع الأمنية في الولاية يعود إلى التناسق السياسي بين الأطراف المشكلة للحكومة في الولاية ، مشيرة إلى أن هذا التعاون انعكس بشكل إيجابي على الأوضاع الأمنية في ولايتها.

وقالت كليتو في حوار مع ” الموقف ” : ” نحن في لجنة الأمن نعمل في انسجام واضح بين كل الأطراف التي تشكل حكومة الولاية، ونتيجة لذلك حدث الإستقرار ” ، مضيفة أن الأطراف تعمل الأن من أجل إيجاد حلول لضمان مباشرة محافظ مقاطعة واو لعمله من رئاسة المقاطعة في منطقة ” أنقو بقاري ” ، واتهمت كليتو سياسيين ” رفضت الكشف عن اسمائهم ” ، بالضلوع في تأجيج الأوضاع بسبب جسر ” كلمنت امبورو ” إلى جانب اشتعال فتيل التوتر بين المجتمعات على الحدود بين غرب بحر الغزال وولاية واراب ، وكشفت عن مشاورات تجرى الأن من أجل عقد مؤتمر جامع لحل هذه الاشكاليات.

حاورها: مثيانق شريلو

• قلت هنالك قرابة 60 الف من اللاجئين والنازحين في الولاية، وهذا شكل ضغطا عليكم، ماذا فعلت المنظمات الإنسانية في هذا الإتجاه وماذا فعلتكم بدوركم كحكومة ولاية؟

حكومة الولاية قدمت شئ رمزي نسبة لضعف الإمكانيات ولكن بالتعاون مع المنظمات شكلنا لجنة ذهبت إلى “بورو المدينة” حيث يوجد اللاجئين، وكل ما نقوم بزيارة نأخذ معنا أدوية وأشياء بسيطة، المشكلة ان بعض المنظمات تريد تقليل حجم المساعدات المقدمة للمحتاجين، فالأن منظمة الغذاء العالمي تقول أن ليست لديها مواد غذائية، وبعض المنظمات تقول انها يمكن ن تقدم المساعدات في شكل حوافز مالية للاجئين، بحسب الأسر. وفي زيارتي هنا في جوبا اجتمعت مع وزير الشؤون الإنسانية وتعهد بالمساعدة و أعطانا بعض المواد عبارة عن خيام ومواد غذائية كانت قد تقدمت بها المملكة العربية السعودية، وأيضا أدوات للطبخ. فالوازارة تضع اعتبار لكل المناطق وسيأتي في زيارة إلى واو وراجا للوقوف على أوضاع اللاجئين وكذلك العائدين. الضغط كبير على حكومة جنوب السودان ككل، لكن نحن نقوم بدورنا في حدود الموارد المتاحة.

• كيف هي الأوضاع في الحدود بينكم وولاية واراب في ظل النزاعات الكثيرة التي حدثت في الفترة الأخيرة؟

المشاكل التي حدثت بين المجتمعات كانت مفاجئة بالنسبة لنا، لانها مجتمعات كانت في تعايش سلمي لفترة طويلة مع بعضها البعض، ولسوء تفاهم وقعت المشاكل وكانت لها تأثيرا كبيرا، ونحن في حكومتي الولايتين- غرب بحر الغزال وواراب قمنا بالتدخل المباشر لوضع حد للمشاكل فارسلنا المحافظين لحل مشكلة نهب الابقار التي وقعت، ونحن على مستوى الحكومتين جلسنا وقررنا إرسال قوة مشتركة السيطرة على العنف وشكلنا لجنة مشتركة للذهاب لمعرفة جذور المشكلة. وبعدها ذهبنا واجتمعنا في كواجوك في ظل الحاكم السابق منيم بول وتناقشنا وقرجنا بالكثير من المقترحات لتهدئة الأوضاع. فمشكلة الحدود مشكلة قومية هي التي توضع الحدود، فبحر الغزال الكبرى كان أقليم واحد ونحن نرى أن الحدود عبارة عن تقسيمات إدارية لا يفترض عن تكون سببا للمشاكل بين المجتمعات. كحكام ولايات بحر الغزال الكبرى نحن بحاجة للجلوس معا لبسط الأمن في ولاياتنا ونتفرغ للتنمية، وفي نفس الوقت الحكومة القومية لها دور، وسبب زيارتي إلى جوبا هو الاجتماع مع الرئيس والذي خرج بقرار نشر قوات محايدة في المناطق التي بها نزاع، وكانت هذه بادرة طيبة، نحن في الولاية قمنا بمبادرة للحوار بين المجتمعات وخاصة الشباب. هنالك تيار من السياسيين هو الذي يحرك هذه النزاعات، فهؤلاء السياسيين يتدخلون ويخلقون المشاكل بين الناس، واتمنى ان يفكر هؤلاء في السلام لا يجب ان يضحوا بشعبهم من أجل مأربهم الشخصية.

• من هم هؤلاء السياسيين؟

هؤلاء السياسيين دون ذكر الأسماء هم معروفين بينهم أعضاء في الحكومة و البرلمان، فهنالك تيار على كل حال يقود هذا الصراع. فالمفهوم هو أن هنالك من يفكرون في تغيير الحاكم لان أداء الحاكم يقاس بالاوضاع الأمنية، لذلك يقومون بخلق عدم استقرار ومشاكل أمنية ليتم تغيير الحاكم.

• أصدر رئيس الجمهورية قرارا الأسبوع الماضي بتثبيت اسم” كلمنت امبورو” على الكبري الجديد في نهر جور، هل اتحسم الأمر بقرار الرئيس هذا ام مازالت هنالك احتجاجات؟

للأسف الشديد أنني رأيت يوم أمس بيان جديد صدر من مجموعة تسمى نفسها شباب ” لوه” في غرب بحر الغزال، لا يتفقون فيه مع قرار الرئيس ومصرون على تسمية كبري” نهر الجور”. فالمطلوب بعد قرار رئيس الجمهورية أن يكون هنالك توعية للشباب والمواطنين ليفهموا حقيقية الامر، والقرار أيضا نص على أن يكون هنالك لجنة من وزارة الطرق والجسور القومية تذهب للولاية لمخاطبة الشباب. فهذا مشروع قومي والرئيس هو من قام بتسمية الكبري كمشروع قدمه لشعب الولاية ولابد أن نحترم قرار الرئيس، واتمنى من مواطنينا في الولاية أن يأخذوا هذا بروح وطنية ويحافظوا على التعايش السلمي فيما بينهم.

• هل يمكن أن يؤثر هذا البيان الجديد على الوضع في الولاية فيما يختص بتسمية الكبري؟

هذا الأمر محسوم ولم يكن يحتاج بيان جديد، ونحن كحكومة لدينا دور لوضع الأشياء في مسارها الصحيح وتوعية شعبنا.

• رئيس الجمهورية وعدكم في الولاية ب60 كليو طريق مسفلت، فهل أوفى بوعده؟

نعم، ونحن دشنا المشروع فعليا، فالعقد وقع لشركة(ARC)، والشركة أعطت التنفيذ لثلاثة شركات فرعية، وبالفعل قد بدأت العمل في الطرق الداخلية، وهذا أيضا مربوط بالعمل الجاري في الطرق السريعة، وانا أشكر الرئيس لهذه الهدية وكذلك اشيد بعمل وزراة الطرق والجسور القومية التي تقوم بجهد واضح.

• كحركة شعبية في المعارضة على مستوى الولاية، هل لديكم القدرة للمنافسة في الإنتخابات المقبلة؟

إذا كانت هنالك إنتخابات حرة ونزيهة، بكل تأكيد يمكننا المنافسة وسنفوز بالانتخابات على مستوى ولاية غرب بحر الغزال، نحن على أتم الاستعداد، ولكن هنالك التزامات لابد ان تتم قبل الإنتخابات، من الجيد أنه تم تشكيل مفوضية الإنتخابات ومجلس الأحزاب السياسية، كخطوة في هذا الإتجاه.

• كم تبلغ عضويتكم في الولاية؟

العضوية كبيرة، ومن الصعب الحصول على عدد محدد، فالمسجيل يصل إلى اكثر من الف عضو، ولكن على مستوى الجماهير فالعضوية كبيرة يصعب احصائها.

• أشرت في عدد من البيانات أن هنالك من يعملون للاطاحة بك من المنصب، فمن هم وراء ذلك؟

هذه طبيعة العمل السياسي، فمن اليوم الذي يتم تعيينك فيه، يقوم بعض الناس بالعمل للاطاحة كدة. فهنالك من يطمحون للمنصب داخل التنظيم وانا لا أرفض ذلك، ولكن هذا لا يمنع أن نعمل معا من أجل التنظيم، فالسلطة يأتي من الله وهو من يأخذها. فالانتخابات قادمة وستكون هنالك منافسة والتنظيم سيختار الشخص الذي يمثله في الإنتخابات وهكذا، فانا اشجع الطموحات والمنافسة الشريفة التي يجب أن لا تخلق كراهية فيما بيننا كأعضاء حزب واحد.

• هل أعتقدتي يوما بأن هؤلاء يعارضونك من منطلق انك امرأة؟

نعم هنالك أصوات تعتقد أن هذا المنصب غير مناسب لامرأة والمفترض أن يتقلده رجل، ولكن المسؤول يقاس نجاحه بحسب الأداء الذي يقدمه وليس بكونه امرأة أو رجل. ولكن نحن كنساء عموما وليس بغض النظر عن خلفياتنا السياسية، نحن مهمشين ولا نجد فرص كثيرة، نحن أنفسنا اللواتي نتركن الفرص للرجل ونذهب للجلوس في المقاعد الخلفية، ولكن اقول للمرأة هذا هو الوقت وعلينا أن ندعم أنفسنا ونظهر كفاءاتنا.

• هل هنالك شخص بعينه قال لك بشكل مباشر بأنك امرأة وغير جديرة بهذا المنصب؟

لا، فهنالك من يقولون بشكل عام بأن المرأة لا تقدر على هذا المنصب ويفضلون أن يكون الحاكم رجل، ويقال هذا بطريقة غير مباشرة.

وهل تعتقدين انك نجحتي في إدارة هذا المنصب؟

نعم نجحت في مجالات كثيرة، خاصة فيما يختص بالعمل على بناء الثقة وتقريب الناس مع بعض، وبسط الأمن في الولاية، ،هذا الأخير أولوية بالنسبة لي. فالناس الآن في الولاية يذهبون إلى الزراعة، وقد طبقت الأمر بنفسي إذ لدي مزرعة في قريتي اذهب للعمل فيها ومن حولي الكثيرون يزرعون. انا قدمت نموذجي الشخصي كامراة في حكم الولاية وانا على إستعداد للاستمرار في الخدمة بولاية غرب بحر الغزال.

المزيد من المواضيع: