تقرير أممي: من الممكن إجراء الانتخابات في موعدها المحدد ولكن ….!!!!

رصد وأعداد: شوكير ياد

في جلسة إحاطة لمجلس الأمن الدولي ، بشأن الأوضاع في السودان وجنوب السودان ، والتي تترأسها دولة اليابان لشهر مارس الجاري. والذي تم فيه تقديم إحاطة مفتوحة عن الاوضاع في جنوب السودان ، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، بأنه على الرغم من أن جنوب السودان ليس مستعدا حاليا لإجراء الانتخابات في وقت لاحق من هذا العام، إلا أنه لا يزال من الممكن إجراؤها قبل نهاية الفترة الانتقالية.

وناقش المتحدثون في جلسة مجلس الأمن، الدعم اللازم لإجراء الانتخابات في جنوب السودان، وسط تزايد المخاوف بشأن العنف، والتحديات الداخلية والخارجية.
وشكلت مداخلات كل من دول امريكا، الصين وروسيا ، اهم ملامح جلسة مجلس الأمن الدولي بشان الأوضاع في جنوب السودان. الى جانب النظر في تفويض ولاية بعثة الاونمس في جنوب السودان ، واهميتها قبل الانتخابات.

وكيل الأمين العام لعمليات السلام يقدم تقريرا عن الأوضاع في جنوب السودان

وفي كلمته أثناء الجلسة ، قال ممثل الأمين العام لعمليات السلام ، جان بير لاكروا، بأنه من المرجح أن تؤثر عدد كبير من العوامل على الانتخابات في جنوب السودان ، مسلطا الضوء على العديد من التحديات التي ، أبرزها التمويل ، وارتفاع معدلات البطالة، والمنافسة السياسية بين النخبة الحاكمة، وارتفاع حدة الاشتباكات بين الطوائف، والصراعات الطائفية، فضلا عن العائدين واللاجئين الفارين من الحرب في السودان، والذين يشكلون ضغطاً كبيرا على الدولة .

وأوضح المسؤول الأممي ، بأنه إذا لم تتم إدارة الانتخابات بصورة دقيقة، فإن ذلك قد يؤدي الى ،احتمالية حدوث أعمال عنف كبيرة، وفي المنطقة بصفة عامة ، خاصة في بلد هش مثل جنوب السودان.

وشدد جان بيير بأنه في ظل الوضع الحالي، فإن جنوب السودان ليس مستعدا لإجراء الانتخابات، موضحاً حاجة البلاد إلى الكثير من الأمور التي يتعين عليها القيام بها.

وأشار الى إمكانية قيام الانتخابات في موعدها المحدد ، إذا ما أبدت الأطراف الإرادة السياسية ، واستثمرت الموارد الكافية في الوقت المناسب من أجل تحقيق ذلك الاستحقاق.

كما أشار ايضا إلى أن اتفاقية السلام المنشطة لعام 2018 “تظل الإطار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان”، مبيناً بأنها رسخت فترة من الاستقرار على المستوى الوطني على الرغم من أوجه القصور في تنفيذها.

كما حثّ المسؤول الأممي ، حكومة جنوب السودان إلى تنفيذ استحقاقات الانتخابات ، التي وصفها بأنها لحظة تاريخية ، لبدء الإنجاز ، داعيا حكومة جنوب السودان إلى توفير التمويل اللازم، للمؤسسات الانتقالية على ، والتوصل إلى قرارات سياسية لاستكمال الترتيبات الأمنية الانتقالية، وعملية مراجعة الدستور؛ وضمان تكافؤ الفرص لجميع الأحزاب للمشاركة في الانتخابات في واطلاق الحريات العامة في البلاد.

وحذر لاكروا من مغبة قيام الانتخابات من اجل الحصول على الشرعية الدستورية والسياسية قائلا:”لا يمكن ضمان الشرعية من خلال الانتخابات إلا إذا اعتقد شعب جنوب السودان أن أصواته مسموعة”.

 

مداخلات الأعضاء في جلسة مجلس الأمن بشأن جنوب السودان

كلمة ممثل دولة مالطا

أكد ممثل مالطا بأن المساحات والحريات المدنية والسياسية الآمنة والشاملة، هي مكونات أساسية لضمان قدرة شعب جنوب السودان، على المشاركة في بيئة مواتية لإجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقية وسلمية.
كما رحبت بالدعم المقدم من بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، بما في ذلك دعم مشروع مدونة قواعد سلوك الأحزاب السياسية، بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيقاد”.

كلمة ممثل فرنسا

شدد ممثل فرنسا بأن المعارضة والمجتمع المدني يجب أن يكونا قادرين على المشاركة في العملية الانتخابية، مشيرا الى أهمية دور الأمم المتحدة خلال الفترة الانتخابية، والذي وصّفته بالرئيسي.

كما أعربت عن قلقها من عدم اكتمال التحضيرات الأساسية للانتخابات ، في وقت تبقى فيه نحو ثمانية أشهر من الموعد المقرر لإجرائها.
وأضافت بأن العديد من البنود تستغرق وقتا لانجازها، بما في ذلك تدريب وإعادة نشر القوات الموحدة اللازمة، وتحسين المؤسسات الانتخابية.

جمهورية كوريا والمملكة المتحدة

أعربت كل من الدولتين عن قلقهما إزاء تأخير تنفيذ بنود الاتفاقية ، كما تم توضيح أهمية دور الحكومة في تهيئة الظروف المواتية لإجراء الانتخابات.

كلمة ممثل الإكوادور

اكد الحاجة إلى الاهتمام العاجل بهذه القضايا (تنفيذ استحقاقات الاتفاقية)، مشيرا أيضا إلى أهمية إعادة بناء المؤسسات الرئيسية لإجراء انتخابات ذات مصداقية في عام 2024 .

وأعرب عن قلقه إزاء العدد الكبير من الهجمات على المدنيين والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال.
كما شدد على الحاجة إلى تعزيز الإطار القانوني لحقوق المرأة، خاصة فيما يتعلق بضحايا العنف الجنسي.

كلمة ممثل سلوفينيا

أشار إلى مسألة الانتهاكات في جنوب السودان، قائلا إن “الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال مستمرة”.
كما أعرب عن قلقه أيضاً إزاء تلك الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان مشددا على ضرورة ضمان المساءلة، حيث حث حكومة جنوب السودان أن تتخذ إجراءات حاسمة لضمان العدالة للضحايا والناجين.

كلمة ممثل اليابان “رئيس مجلس الأمن لشهر مارس الجاري “

رحب ممثل اليابان رئيس المجلس لشهر مارس، بصفته الوطنية، حيث رحب بجهود البعثة الأممية “أونمس” في تخفيف التوترات المحلية، وأعرب عن أمله في أن تزيد من تعزيز ولاياتها لتقديم المساعدة الفنية للانتخابات وحماية المدنيين.

وأعرب عن استعداد وفده للعمل بشكل بناء من أجل تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، وشدد على ضرورة أن تعالج الولاية بشكل صحيح وتعكس بدقة حالة الاستعدادات للانتخابات.

كلمة ممثل الولايات المتحدة

قال ممثل الولايات المتحدة الأمريكية بإن الفشل في إظهار الإرادة السياسية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة قد يؤثر على الدعم المالي في المستقبل.

وأضاف: “يجب أن يكون التمويل المستقبلي الموثوق به مصحوبا بدفعة متجددة لعملية السلام في جنوب السودان وتحسين وصول المساعدات الإنسانية”.

وقال إن العنف الطائفي يشكل “أكبر تهديد لاحتمالات إجراء انتخابات ذات مصداقية.

كما دعا جنوب السودان إلى إظهار التزامها بالانتخابات، من خلال الدعم المالي المؤسسات الانتخابية ، خاصة في ظل تعطل عوائد النفط ، وإطلاق الحريات السياسية والمدنية ،وضمان المساءلة عن العنف وتسهيل المساعدات الإنسانية.

#كما إشار إلى أن الادارة الأمريكية بصدد انتظار تقرير الممثل الخاص للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم بعد شهر من الآن ،والذي سيقوم بدوره بتقديم تقريره حول امكانية اجراء الانتخابات في جنوب السودان.

كلمة ممثل روسيا

أن “هدفنا المشترك ليس انتظار فشل جنوب السودان في إجراء الانتخابات وتوجيه الانتقادات إليهم، بل مرافقتهم في هذه العملية المعقدة”.

وأعربت عن قلقها إزاء تدفق اللاجئين والعائدين من السودان، وشددت على أن جنوب السودان لن يكون قادرا على التعامل مع هذه المهمة الصعبة، التي تتطلب دعما ماديا.

وأشارت إلى أن نظام العقوبات المفروض على جنوب السودان، يجعل من الصعب تعزيز أمنها واستقرارها ، مشيرة في ذات السياق إلى أن عملية إنشاء جيش موحد ، هو مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان .
فيما أشادت بجهود بعثة “الاونمس ” ودورها في مواجهة العنف المجتمعي الذي وصفته بأنها نتاج أبعاد اقتصادية.

#كما أشارت إلى أن بلادها لا يمانعون في تأجيل الانتخابات في جنوب السودان ، إذا ما توافقت القوى السياسية في جنوب السودان على ذلك ، لافتة إلى أن الاتفاقية نفسها تنصّ على ذلك.

كلمة ممثل الصين

سلط الضوء على الأزمة الإنسانية بجنوب السودان ، وشدد على الحاجة إلى مساعدة ملموسة لقطاع الأمن، كما حث على رفع العقوبات المفروضة على جنوب السودان.

وأكد ممثل الصين بأن الانتخابات هي مسألة داخلية تعني بجنوب السودان ، ولكنها في ذات الوقت تواجه تحديات كبيرة وصعوبات في العملية السياسية ، مناشدا الأسرة الدولية بضرورة التحلي بالصبر ، ومساعدة جنوب السودان في تحقيق السلام والاستقرار الغائبين، مشددا على عدم التدخل في شؤونه الداخلية.

ودعا ممثل الصين إلى ضرورة دعم عملية بناء القدرات في القطاع الامني ، لتخفيف حدة الصدامات بين المجتمعات المحلية ، لانها تشكل تهديدا للأمن.
ورحب سيادته بالمرسوم الرئاسي المتعلق بجهود السلام والمصالحة بين المجتمعات المحلية.

كما أشاد بجهود البعثة الأممية في جنوب السودان ” الاونمس” ،داعيا إلى ضرورة الالتزام بالتفويض الممنوح لها، وعدم تجاوزه، مؤكدا على أن الأولوية ، أن تدعم سلطة جنوب السودان ومساعدتها في بناء القدرات في القطاع الامني.

وقال ممثل الصين ، بأن أمر تجديد ولاية ” الاونمس” قيد النظر حاليا ، حيث تجري مشاورات لأتخاذ القرار بشأنه.

فيما تحفظ ممثل الصين على التوسيع المحتمل لتفويض بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، مشيرا إلى أن القيام بذلك من شأنه أن يتعارض مع مهمة حفظ السلام الأساسية للبعثة.

وتابع: “يزيد الضغط على الموارد الموجودة تحت تصرف الجيوش، ونحث على زيادة الدعم الدولي للعملية السياسية في جنوب السودان والاعتراف بجهود السلطات الوطنية في التحضير للانتخابات العامة”.

كلمة ممثل سويسرا

أشار إلى أن الوضع الإنساني الخطير في جنوب السودان سيؤثر على مشاركة السكان في الانتخابات، وأن من المرجح أن يتدهور الوضع أكثر بسبب استمرار العنف في الداخل وزيادة تأثير الصراع في السودان.
كما أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمن الغذائي المتوتر بسبب آثار تغير المناخ.

كلمة ممثل موزمبيق

تحدث ايضا انابة عن الجزائر وغانا وسيراليون، وقال:”بينما نركز على الاستعدادات للانتخابات، يجب أن نضع في اعتبارنا أن جنوب السودان يضم حاليا أكثر من 500 ألف من العائدين واللاجئين بسبب الصراع في السودان”.

وتابع: “يؤدي هذا الوضع بالفعل إلى خلق التوتر وإجهاد الموارد المتناقصة داخل المجتمعات المضيفة في بلد يتأثر دوريا بالصدمات الناجمة عن المناخ، مما يزيد من التنافس على الموارد ويغذي العنف بين الطوائف”.

ودعا شركاء التنمية إلى زيادة الدعم لجنوب السودان لمعالجة الانكماش المتصاعد في اقتصاد البلاد خلال هذه المرحلة الحرجة من الفترة الانتقالية.

ممثل جنوب السودان

قال ممثل جنوب السودان بأن عملية”بناء الأمة ليس مهمة سهلة”، وحث على ضرورة تحقيق أي مشاركة دولية “تدعم الاستقرار وتعالج التحديات الحقيقية والمعقدة التي يواجهها جنوب السودان”. والتي تشمل مجالات الدعم الرئيسية المساعدة التقنية وبناء قدرات الحكومة، والمساعدة الإنسانية وبرامج القدرة على الصمود لتعزيز التعافي والمصالحة.

وأضاف: “يقف جنوب السودان عند لحظة تاريخيّة فارقة ، ومن خلال العمل معا، يمكننا تحويل جنوب السودان، التي مزقتها الصراعات، إلى منارة للأمل والقدرة على الصمود والازدهار”.

المزيد من المواضيع: